السميد هو دقيق خشن مصنوع من القمح الصلب الذي توازي فائدة الذرة الواحدة منه عشرات أضعاف ذرة الدقيق الأبيض الناعم المعروف.
وبعد طحنه يتم بيعه للاستهلاك الغذائي، ويُستخدم عالمياً في تحضير الخبز والمعكرونة وغيرها من المعجنات والمخبوزات.
وعادة ما يكون هذا النوع من الدقيق داكنا، ويميل إلى اللون الذهبي، كما يتمتع برائحة ترابية خفيفة على عكس الدقيق الأبيض الذي ليس له رائحة. فما الفوائد الصحية لاستخدام دقيق السميد في نظامنا الغذائي؟
يتمتع بنسبة عالية من حمض الفوليك
يستوفي كوب واحد من دقيق السميد -المستخدم في تحضير المعجنات أو الطهو- 3 أرباع حمض الفوليك الذي يحتاجه الجسم في اليوم تقريباً.
وحمض الفوليك/الفولات هو أحد فيتامينات “ب” الذي يعمل عند تناوله كمكمل غذائي صحي يساهم في حماية الجسم وتعزيز الصحة العامة، خصوصاً للمرأة الحامل وجنينها.
ومن المهم أثناء الحمل تناول حمض الفوليك لضمان النمو الصحي للطفل، لأنه يساعد في منع المشكلات العصبية، مثل السنسنة المشقوقة.
ويوصي “مركز السيطرة على الأمراض” الأميركي (CDC) بأن تتناول الحوامل 400 ميكروغرام من حمض الفوليك يومياً، إضافة إلى تناول الأطعمة الغنية به أثناء الحمل.
غني بالبروتينات الضرورية للجسم
تحتوي كل خلية في جسم الإنسان على البروتين الذي يتكوّن من الأحماض الأمينية، وعادة ما ينتج الجسم الكثير من الأحماض الأمينية بصورة تلقائية، لكن 9 أنواع منها تحديدا يجب أن تأتي من الطعام الذي تتناوله.
والسميد غني بالبروتين الصحي، ومن دون مكوّنات إضافية مؤذية للصحة والجسم، مثل الدهون المشبعة الموجودة في اللحوم الغنية بالبروتين المُركزّ.

غني بالحديد ويحمي من فقر الدم
يعاني كثير من الناس من شعور دائم بالتعب والإجهاد، مما قد يرجع إلى النقص في الحديد من دون تشخيص. ويُعد عدم وجود ما يكفي من الحديد في الجسم أحد أسباب فقر الدم (الأنيميا) الذي يحدث عندما يفتقر الجسم المصاب إلى خلايا الدم الحمراء الكافية.
ويشير موقع “ويب أم دي” (WebMD) للمعلومات الطبية إلى أن الجسم يحصل عادة على الحديد من الأطعمة التي يتم استهلاكها يومياً ضمن النظام الغذائي الثابت.
ويحتاج الرجال إلى 8 ملليغرامات من الحديد يومياً، بينما تحتاج النساء إلى 18 ملليغراماً في اليوم. أما إذا كانت المرأة حاملاً، فعليها تناول 27 ملليغراماً في اليوم لفائدة صحتها وجنينها على حدٍ سواء.
ولأن دقيق السميد من أصل نباتي، فهو صحي كونه يحتوي على الحديد غير المعدني الذي يمتصه الجسم بسهولة، في حين يحتاج الحديد من أصل حيواني إلى كميات إضافية من فيتامين “سي” ليتمكّن الجسم من امتصاصه.
تعزيز الحفاظ على وزن صحي
يتمتع دقيق السميد بعناصر غذائية عدة قد تدعم فقدان الوزن، إذ يوفر مقدار 1/3 كوب (أي نحو 56 غراماً) من السميد على كمية ضخمة من الألياف المغذية التي تفتقر إليها الكثير من الأنظمة الغذائية.
لذا يمكن أن يقلل استخدام دقيق السميد في تحضير الوجبات المختلفة من الشعور بالجوع، ويمنع زيادة الوزن في المستقبل. فمثلاً، وجدت دراسة، منشورة في موقع “هيلث لاين” (Healthline) للصحة والمعلومات الطبية، أن كل غرام من الألياف الغذائية يومياً يؤدي إلى فقدان الوزن بمقدار ربع كيلوغرام كامل على مدار 20 شهراً من التجربة.
كما أن السميد غني بالبروتين، وقد ثبت أن زيادته في النظام الغذائي يعزز فقدان الوزن. كما تساعد زيادة البروتين في النظام الغذائي أيضاً على تقليل الشعور بالجوع، والحفاظ على كتلة العضلات أثناء فقدان الوزن، وزيادة فقدان الدهون، وتحسين تكوين الجسم.

يدعم صحة القلب
يقلل النظام الغذائي الغني بالألياف من خطر الإصابة بأمراض القلب، وذلك عن طريق خفض الكوليسترول الضار (LDL) وضغط الدم والالتهابات الكلية.
ويحتوي السميد على عناصر غذائية صحية أخرى للقلب، مثل حمض الفوليك والمغنسيوم، التي كانت مرتبطة بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 38%، مقارنة بأولئك الذين لا يتناولون السميد.
يدعم الجهاز الهضمي
يعد تحسين الهضم إحدى الفوائد الصحية الكثيرة للألياف الغذائية، وخصوصاً دقيق السميد، إذ توفر الألياف الغذائية فيه فوائد عدة للجهاز الهضمي، مثل تحفيز نمو بكتيريا الأمعاء المفيدة.
ويؤثر التوازن الصحي لبكتيريا الأمعاء في مجالات صحية عدة، مثل الهضم الجيد، الصحة المناعية، التمثيل الغذائي، وزن الجسم. كما يعزز تناول الألياف حركات الأمعاء المنتظمة، وقد يساعد في علاج الإمساك.
محاذير الاستخدام والآثار الجانبية المحتملة
هناك بعض العوامل التي يجب مراعاتها قبل إضافة دقيق السميد إلى النظام الغذائي: أولها أنه يحتوي على نسبة عالية من الغلوتين، وهو بروتين يمكن أن يكون ضاراً للذين يعانون من الاضطرابات الهضمية أو حساسية الغلوتين.
ولأن السميد يُصنع عن طريق طحن القمح الصلب، فقد يكون ضاراً للأفراد الذين يعانون من الحساسية تجاه القمح.